مجرد تخمينات والله أعلم

بوعشرين في عداد ضحايا تحالف أعداء الحرية.. والمعركة مستمرة

 بعد 24 ساعة من قصف محكمة وجدة لنشطاء حراك جرادة ب37 سنة حبسا نافذا، وبعد الحكم على الزميل المهداوي بثلاث سنوات حبسا نافذا،وقبله أحكام على نشطاء حراك الريف ب300 سنة حبسا نافذا، جاء الدور على الزميل بوعشرين بحصة 12 سنة حبسا نافذا، والعذر لمن لم نات على ذكرهم من بقية ضحايا الأحكام القاسية عقابا على التعبير عن رأي أو موقف في “دولة الحق والقانون والقضاء المستقل”.

لقد كان يوم السبت 10 نونبر إذن، يوما موشحا بالسواد لتحالف انصار الحرية، وكان يوم سعادة غامرة لتحالف أعداء الحرية ودولة المؤسسات والعدالة، يوم حزين لتحالف انصار الحرية لعدة أسباب:

أولها: أنه يوم صادف أسبوع الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، التي عبر فيها 350 ألف مغربي ومغربية من آباء وأجداد وأخوة سجناء الحراك وسجناء الصحافة الوطنية الحرة الحدود جنوبا لاستكمال استقلال المغرب، بيقين مفاده: أن الاستقلال مرادف للحرية.

وقد نقل عن الملك الراحل قوله في اجتماع خاص عقب المسيرة الخضراء أن أهم ما يجب استخلاصه من تلك التضحية هو أن “شعبي يستحق الحرية”.

وبالفعل رأينا كيف بدأت الدولة صفحة جديدة بما لها وما عليها، وهو تفصيل لا يتسع له هنا المقام ولا المقال.

ثانيها: إنه يوم حزين لأنصار الحرية، لأن إعدام قلم حر تم بواسطة قضاء يحمل شعار “الاستقلالية”.

وإنه إعدام حمل في ثناياه أعداما آخر لقرينة البراءة وحقوق المتهم، وأخطر من ذلك إعدام القانون نفسه، بما يجعل المجتمع والدولة نفسها في مهب الريح.

ويوم حزين على كل مغربي وطني لا يريد أن يرى بلاده خارج حضارة حقوق الإنسان، تصادر فيها الحريات وتقتل الأصوات الحرة البناءة، وتوضع فيها مؤسسات الدولة رهن إشارة الفاسدين والأغبياء.

أما تحالف أعداء الحرية، من لوبي الغباء والفساد والخراب، فلا شك أنهم سعداء جدا جدا.

ففي ظل تحكمهم في مفاصل الدولة، استطاعوا بحكم يوم السبت الأسود، تحقيق رقم قياسي لم تسبقهم إليه أية دولة ظالمة بما في ذلك الدول التي يخيفون بها المغاربة إن لم يلزموا الصمت.

ففي ظرف ثلاثة اشهر وزع “القضاء المستقل” على عهدهم المبارك ما معدله 88 سنة حبسا في الشهر الواحد على المطالبين بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

وبطبيعة الحال، لا يمكن، بالمناسبة، إلا أن نتذكر في هذا السياق مبررا ساقه أخنوش أحد قادة هذا التحالف، في أعقاب الأحكام الصادرة على نشطاء حراك الريف، حين صرح في تجمع لحزبه بالقول: “إن الأحكام القضائية الصادرة في حق معتقلي الريف تحمي هبة الدولة وتصون استقلالية القضاء”.

وبالتأكيد، فإن من شاهدوا هستيريا الذين باعوا بذلهم التي يرمز سوادها “لعلمهم” إلى حداد على الجزء الغائب من الحرية، لا بد أنهم تذكروا التصريح “التاريخي” أعلاه لرئيس تحالف أعداء الحرية والكرامة.

لكن المعركة لم تنته بعد، والوعد الإلهي يبشر المظلومين بخراب بيوت الظالمين ولو بعد حين، وخلاصات التاريخ تفيد أن مآل مثل هذا التحالف إلى مكان لا يشرف، وأن للباطل جولة والحق صولة، والأيام بيننا،، والله أعلم.

الوسوم

عبد الحكيم نوكيزة

«الحياة اليومية» جريدة إلكترونية إخبارية سياسية تقوم على التحليل والرأي ونقل الحقيقة كما هي. تقدم خطابا إعلاميا ينبذ العنصرية والابتذال، ويلتزم بوصلة وحيدة تشير إلى تحرير الإنسان في إطار يجمعنا إلى الوطن كله ولا يعزلنا.

مقالات ذات صلة

x
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock