عبّرت الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين – هِمَمْ – عن استنكارها لما وصفته بالقرار التعسفي القاضي بمنع المؤرخ والحقوقي المعطي منجب من مغادرة التراب الوطني، رغم توفره على جميع الوثائق اللازمة، وذلك أثناء توجهه إلى مطار الرباط – سلا للسفر إلى فرنسا تلبية لدعوة من جامعة السوربون لإلقاء محاضرة.
وأكدت الهيئة، في بيان توصلت الحياة اليومية بنسخة منه، أن هذا القرار الجائر ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي امتدادًا لسلسلة طويلة من الانتهاكات والتضييقات التي يتعرض لها المعطي منجب منذ أكثر من عشر سنوات، والتي شملت الاعتقال التعسفي، والتشهير، والمتابعة بتهم كيدية، وحجز ممتلكاته وحساباته البنكية، وحرمانه من عمله الجامعي، ومنعه المتكرر من السفر، حتى لأغراض إنسانية وطبية، في انتهاك صارخ لأبسط حقوقه الأساسية.
وأوضحت الهيئة أن هذا القرار التعسفي يتعارض مع الفصل 160 من قانون المسطرة الجنائية، الذي يحدد المراقبة القضائية، ومنها المنع من السفر، في مدة شهرين قابلة للتمديد خمس مرات كحد أقصى، وهو ما لم يُحترم في حالة الدكتور منجب، مما يجعل القرار تعسفًا واضحًا في استعمال السلطة ومخالفة صريحة للقانون.
وأكدت أن هذا التضييق الجديد يندرج ضمن حملة انتقامية مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، هدفها قمع الأصوات الحرة المنتقدة للسلطة، مما يشكل نسفًا واضحًا لمبدأ سيادة القانون، ويسيء إلى صورة المغرب الحقوقية.
وأشارت إلى أن هذا المنع الجائر من السفر ليس الأول من نوعه، إذ سبق للسلطات أن منعته من مغادرة البلاد حتى لأغراض طبية، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، واعتداءً على حرياته الأساسية.
وحملت السلطات المسؤولية الكاملة عن أي تدهور في الوضع الصحي للدكتور المعطي منجب بسبب إضرابه عن الطعام، وطالبت برفع هذا الحصار الظالم عنه فورًا، وإرجاعه إلى عمله الجامعي دون قيد أو شرط.
كما دعت كافة القوى الديمقراطية والهيئات الحقوقية، وطنيًا ودوليًا، إلى التعبير عن تضامنها مع الدكتور منجب، والتصدي لهذه الانتهاكات التي تستهدف حريته في الفكر والتعبير، وحقه في السفر والتجمع العائلي والبحث العلمي والأكاديمي.
وختمت بيانها بالتأكيد على أن ما يتعرض له المعطي منجب اليوم هو استهداف ممنهج ومقصود لعمله السياسي ومواقفه العلمية والأكاديمية، ولا يمس شخصه فقط، بل هو رسالة تخويف وترهيب لكل الأصوات المناضلة؛ مما يستوجب من كل المؤمنين بالحق والعدالة أن يرفعوا أصواتهم عاليًا ضد هذا الظلم.