بقلم: محمد فنيش
لا نسأل هنا المستشار الملكي، بل نسأل صديق إلياس العماري السيد فؤاد عالي الهمة بناء على شريط فيديو انتشر الليلة في مواقع التواصل الاجتماعي لمحامي الزفزافي يقول فيه إن موكله كان يحرضه إلياس العماري ضد المغرب والملك!! كما هو منشور. لا نريد إجابة من السيد فؤاد عالي الهمة ويقول لنا إنه لا يعلم! وهو الذي يرتعد منه كل مسؤولي الأمن والمخابرات والدرك والجيش.. فؤاد عالي الهمة هو الذي أزاح كل مسؤول وقف في طريقه وقال له إنه مخطئ!! نعم يزيحهم في صمت وينتقم من خصومه في صمت سواء عبر إلياس أو غير إلياس!! ويوهم الدولة أن خصوم فؤاد عالي الهمة هم خصوم الوطن حتى أصبح البعض يظن أن المملكة المغربية الشريفة توجد في جيب فؤاد عالي الهمة!
تحركت الحسيمة من أجل جامعة ومستشفى مطالب بسيطة جدا! لكن تأخر الجواب وعقد مجلس وزاري يرئاسه الملك! حراك جعلني منذ اليوم الأول أشم رائحة شيء غير طبيعي، استمر الحراك واستمر إلياس العماري في رحلاته الجوية تجاه الصين وفرنسا…!! والغريب أنه لم يرفع شعار واحد في الحراك يطالب إلياس العماري بالمحاسبة!! بالرغم من أنه سبب المصائب في الحسيمة وفي مناطق عدة من المغرب، مما يعطي مصداقية لتصريح محامي الزفزافي.
قدم إلياس العماري استقالته من حزب “البام” وأكد أنه إذا تحدث بشكل صريح ستسقط رؤوس كبار (لعله يقصد صديقه فؤاد عالي الهمة) بعدها تم تجاهل الاستقالة وعاد إلياس العماري إلى قيادة حزب “الجرار” الذي لم يجر معه لا ديمقراطية ولا هم يحزنون. جاءت مناسبة زفاف ابن إلياس العماري فكان فؤاد عالي الهمة حاضرا في تحدٍ سافر للخطاب الملكي الذي أكد أنه كفى من الاختباء وراء القصر وأن الحزب الذي ينتمي له ملك البلاد هو الشعب المغربي.
تصرفات عدة قام بها فؤاد عالي الهمة جعلت البعض يظن أنه وسيط بين الملكية والشعب!! والتاريخ علمنا أن أي حاكم أصبح له وسيط يصبح في خبر كان. التاريخ يعيد نفسه وعهد الانقلابات يتجدد والأنظمة العسكرية تظهر من جديد والمنطقة العربية ملغومة سياسيا عن آخرها! مما يفرض اليقظة على أعلى مستوى في المملكة المغربية. الملك الذي يستمد بيعته من الشعب بشكل سلمي وعبر ولاء بدون مقابل ليس بإكراميات ولا رشاوي ولا أراضٍ على طريق زعير ولا عبر رخص الصيد في أعالي البحار. بل أغلب المغاربة وطنيين وملكيين بالشاي الأسود والخبز الأسود ويفرقون بين وطنهم استقراره وبين المطالب بحقوقهم في احترام تام لملك البلاد. تصريح محامي الزفزافي، قبل قليل، يفرض اعتقال إلياس العماري وفؤاد عالي الهمة وتقديمهم للعدالة وفتح التحقيق للأسباب التالية:
اعترف زعيم حراك الحسيمة لمحاميه إسحاق شارية: “أن إلياس العماري كان يحرضه مرارا للتآمر على الملك والبلاد” بحسب ما نشر في عدد من المواقع الإخبارية. إذا ما صحت الرواية أنه في خضم تحريض إلياس العماري كان السيد فؤاد عالي الهمة صديق الياس العماري وحليفه!! فعلا على من كانوا يضحكون؟ هل على الدولة؟ الدولة قوية بشرفائها؟ أم على الملكية؟ التي ترسخت منذ أربعة قرون عبر ولاء صادق وبيعة صادقة؟ أم على الشعب المغربي الذي لم يستطع فؤاد عالي الهمة عبر ثماني سنوات إقناعهم بالانضمام إلى حزبه سابقا وحزب إلياس العماري حاليا! فما أدراك يقنعهم بشيء آخر!! بل استفاد حزب العدالة والتنمية سياسيا من التصرفات الطائشة لفؤاد عالي الهمة وصديقه إلياس! واستغلها بنكيران أفضل استغلال! ولولا التصرفات الطائشة لما كان اليوم حزب العدالة والتنمية في مقدمة المشهد الحزبي.
زيارة إلياس العماري إلى كتالونيا سابقا وإلى كردستان وسيطرته على هيئة الإعلام السمعي البصري في المغرب سابقا كلها كانت أمور تجعلني أضع يدي على قلبي من ظهور أوفقير جديد في المغرب.
ما لم يفهمه لا إلياس العماري ولا صديقه فؤاد عالي الهمة أن المغاربة يفرقون جيدا بين معنى الملك وصديق الملك! ظهور صورة مفبركة لجلالة الملك في قطر والتي نفاها المستشار الملكي ياسر الزناكي في حين اختفى فؤاد عالي الهمة الذي كان يعرف كيف يرد على نبيل بنعبد الله عبر بلاغ من الديوان الملكي تم بثه في القناة الأولى بسبب تصريحات نبيل بنعبد الله آنداك! لكن فؤاد عالي الهمة لم يصرح بشيء بخصوص الصورة المفبركة في قطر! فهل كان ذلك فخ لتسميم العلاقة بين المغرب والإمارات؟ ولصالح من يراد تسميم العلاقة! إلياس العماري وفؤاد عالي الهمة قد يعرفان الجواب؟
بلفقيه الذي يعارض المشاريع الملكية في كلميم بشكل علني! وكان سابقا يغير ولاة صاحب الجلالة بهاتفه سواء عبر اتصاله بإلياس العماري أو اشرقي الضريس! الذي تجمعه معهما علاقة مشبوهة جدا! السؤال هل إلياس العماري أم فؤاد عالي الهمة أم كلاهما من سخر لبلفقيه سابقا الشرقي اضريس الوزير المنتدب سابقا في وزارة الداخلية وعلال السكروحي مدير الجماعات المحلية سابقا في وزارة الداخلية، وظلت أموال الاعتمادات الخاصة تخرج من وزارة الداخلية مثل الأمواج ويحتضنها بلفقيه بالنهب والاختلاس! وهو بلفقيه اليوم في تحدي سافر يعارض المشاريع الملكية في تصويت علني، وهي مشاريع وقعت بين يدي ملك البلاد! لكن معرفة فؤاد عالي الهمة أو مقربيه تبيح المحظورات في المغرب.
ليس عيبا أن يظهر مجرم سياسي في المغرب لكن الخطير أن تكون له حاضنة ودفء من شخص مفروض أنه نافذ(..) اليوم في جلسة محاكمة معتقلي الريف كشفت نوايا وأسدل الستار عن أخطر مخطط يقاد ضد المغرب ليس من أعداء المغرب التقليديين لكن ممن عهد لهم الثقة والأمانة. عند محاولة تقديم ملف انفصال الريف إلى الأمم المتحدة كان مخطط مدروس وبأهداف مدروسة. السيد الحموشي والسيد ياسين المنصوري والسيد حسني بنسليمان والسيد لفتيت وزير الداخلية عليهم باليقظة وأن يفرقوا بين موظف لدى الملك وبين الملك. معالم الخطر اتضحت ولا يهمنا فشل حزب سياسي أيا كان! ولا يهمنا فشل رجل سياسي أيا كان! لكن حذاري أن يفشل الوطن والمملكة! وحذاري أن يتم المس بجلالة الملك واستغلال حسن نواياه.
تصريحات الزفزافي لمحاميه تفرض التحقيق مع إلياس العماري وفؤاد عالي الهمة تحقيقا معمقا حتى تكشف الإدانة أو البراءة، لكن على الأقل تكون الدولة المغربية قد حصنت نفسها.. وعاش المغرب شعبا ووطنا وملكا ولا عاش من خانهم.