أيمن سلام
مازالت حملات التنديد مستمرة حول حضور ممثلة إسرائيل إلى المغرب، كان آخرها تعبير الحاضرين في المؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية المنظم بمراكش خلال الفترة الممتدة ما بين 18 إلى 20 فبراير الجاري، في شكل احتجاجي فريد، عن رفضهم لمشاركة الوزيرة الإسرائيلية «ميري ريغيف»، وهو الرفض الذي وازته احتجاجات عارمة بالمدينة الحمراء التي تحتضن أشغال المؤتمر، وبمدن مغربية أخرى تشهد خروج مناهضي التطبيع في وقفات أو مسيرات احتجاجية يومية.
من تكون ميري ريغيف؟
«ميري ريغيف» المزدادة بتاريخ 24 ماي 1956، هي ضابطة عسكرية سابقة برتبة لواء، وكانت المتحدثة باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي.
وقد انضمت إلى الجيش الإسرائيلي في عام 1983، حين التحقت بدورة تدريب الضباط، وفي عام 1986 انتقلت إلى وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي وعملت في البداية متحدثة باسم القيادة الجنوبية. وعُينت عام 1988 في منصب رئيسة مكتب المتحدث باسم الجيش، ترقت بعد ذلك عام 2002 إلى رتبة لواء.
دخلت «ميري ريغيف» عالم السياسة في عام 2008 بانضمامها إلى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن حزب الليكود الذي يؤمن بفكرة «إسرائيل الكبرى»، ويشكل حكومة الكيان الصهيوني الحالية بقيادة مجرم الحرب بينيامين نتناهو، وشغلت منصب وزيرة الثقافة والرياضة قبل أن تنتقل لحمل حقيبة النقل والمواصلات.
انسحابات بالجملة من المؤتمر الدولي بمراكش
قَدِمَت «ميري ريغيف» عضوة «حزب الليكود» هذا التنظيم الملطخ بدماء الأبرياء إلى المغرب، بغرض المشاركة في المؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية المنظم في الفترة الممتدة ما بين 18 و20 فبراير الجاري. وحسب القناة «12» الإسرائيلية، فإن وفود كل من السلطة الفلسطينية وتركيا والأردن وإيرلندا قد أعلنوا عن مقاطعة الوزيرة الإسرائيلية والانسحاب من الجلسة التي ألقت فيها «ريغيف» كلمة باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
تحرك قضائي مغربي ضد مشاركة «ريغيف» ومطالب بطردها
في هذا السياق أي سياق رفض هذه المشاركة، تقدم مجموعة من النقباء المغاربة والمحامين بدعوى قضائية استعجالية طالبوا من خلالها المحكمة الإدارية بالرباط بإصدار قرار استعجالي لمنع دخولها إلى الأراضي المغربية، وهو ما لم يستجب له القضاء المغربي.
وجاء في المقال الاستعجالي الموجه إلى رئيس المحكمة الإدارية بالرباط والذي اطلعت الحياة اليومية على مضمونه أنه؛ «من خلال ما نشر بواسطة وسائل الإعلام بكون وزيرة بحكومة الكيان الصهيوني المسماة ميري ريغيف MIRI RAGEY ستدخل المغرب بتاريخ 18 فبراير الجاري، وأن العارض سبق أن تقدم في مواجهتها بشكاية أمام السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط… سيتضح بأن المعنية تعد من كبار مجرمي الحرب بحكومة الكيان الصهيوني، أي من بين العصابة التي تولت ولا زالت تتولى المشاركة في التخطيط لارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، والمشاركة في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية لسكان غزة بسبب عرقهم أصلهم و دينهم..».
احتجاجات حاشدة ضد دخول الوزيرة إلى التراب الوطني
رفضت السلطة القضائية المغربية هذا الطلب، تزامنا مع خروج مواطنات ومواطنين مغاربة إلى الشارع العام للاحتجاج تنديدا وتعبيرا عن رفضهم لقدوم الوزيرة الإسرائيلية.
وفي مسيرة حاشدة بمراكش حيث ينظم المؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية، استجاب مئات المحتجين لدعوة الجبهة المغربية لدعم فلسطين، بالخروج إلى مسيرة شعبية ليلية جابت عددا من شوارع المدينة ومدن أخرى، مرددين شعارات داعمة للقضية الفلسطينية ومناهضة للتطبيع مع الكيان المحتل.
هذا بالإضافة إلى النداء الذي أطلقته الجبهة المغربية لدعم فلسطين والداعي إلى خوض وقفات احتجاجية أمام مبنى البرلمان بالرباط وطنجة وأكادير وتطوان، رفع خلالها المشاركون أعلام فلسطين ورددوا هتافات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل.