كشفت بيانات إسرائيلية حديثة، نقلها موقع “بلومبرغ” الأمريكي، أن الصراع الذي استمر 12 يومًا بين إيران و”إسرائيل” قد كبّد تل أبيب خسائر مباشرة تُقدر بـ3 مليارات دولار (10 مليارات شيكل إسرائيلي). وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم قد يرتفع بشكل كبير، ليصل إلى 12 مليار دولار، ما يمثل تحديًا اقتصاديًا غير مسبوق للكيان الذي يرزح تحت ضغوط الصراعات الإقليمية المستمرة.
حجم الأضرار المباشرة وتكلفة التعافي
وتُظهر الأرقام الصادرة عن وزارة المالية وهيئة الضرائب الإسرائيلية أن الخسائر الأولية البالغة 3 مليارات دولار تشمل تكلفة ترميم المباني التي تضررت بفعل الصواريخ الإيرانية ودفع تعويضات للشركات والمستوطنين المتضررين. في تصريح صادم، قال شاي أهارونوفيتش، المدير العام لسلطة الضرائب، إن ما حدث هو “أكبر تحدٍ واجهناه – لم يكن هناك مثل هذا القدر من الأضرار في تاريخ إسرائيل”.
ولم تشمل التقديرات، بحسب ذات التقرير، تكلفة استبدال الأسلحة ومنظومات الدفاع التي استُخدمت بكثافة خلال الصراع، والتي من المرجح أن تزيد التكلفة الإجمالية بشكل كبير بعد استكمال التقييمات الشاملة.
توقعات الخسائر الإجمالية وتأثيرها الاقتصادي
تتباين التقديرات بشأن إجمالي الخسائر؛ فبينما صرّح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن الرقم قد يصل إلى 12 مليار دولار، قدّر محافظ “بنك إسرائيل”، أمير يارون، الرقم بنصف ذلك خلال مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”. بغض النظر عن الرقم النهائي، يؤكد “بلومبرغ” أن هذه الخسائر “تمثل تحديًا لاقتصاد يعاني بالفعل من ضغوط بسبب 20 شهرًا من الصراع الأوسع”.
وبدأ الصراع في 13 يونيو، عندما شنت “إسرائيل” عدوانًا على إيران، لترد الأخيرة بقصف مكثف لمواقع عسكرية وأمنية واقتصادية إسرائيلية حتى إعلان وقف إطلاق النار فجر الثلاثاء. خلال هذه الفترة، تعطل الاقتصاد الإسرائيلي بالكامل تقريبًا، مع إغلاق المدارس والشركات باستثناء المؤسسات المصنفة كـ”ضرورية”.
وقدّرت وزارة المالية أن التعويضات المخصصة للشركات قد تصل إلى 5 مليارات شيكل، وهو رقم يعادل ضعف ما دفعته الحكومة لتعويض الأضرار منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك هجمات حماس وضربات حزب الله على المستوطنات الشمالية.
عوامل رئيسية وراء ارتفاع التكلفة وتكشف عن نقاط ضعف جديدة
ويعود الارتفاع غير المسبوق في تكلفة الحرب الأخيرة مع إيران إلى عاملين رئيسيين:
- استهداف المدن المكتظة: خلافًا للهجمات السابقة التي طالت مناطق ريفية، استهدفت إيران بشكل مباشر مدنًا مكتظة بالمستوطنين في وسط “إسرائيل”. هذه المنطقة، التي تغطي قرابة 1600 كيلومتر مربع، تشمل “تل أبيب” الكبرى التي يقطنها ما لا يقل عن نصف سكان الكيان، مما ضاعف من حجم الأضرار والخسائر البشرية والمادية المحتملة.
- قوة الصواريخ الباليستية الإيرانية: تمتلك إيران ترسانة من الصواريخ الباليستية المتطورة، بعضها يحمل ما لا يقل عن 500 كيلوغرام من المتفجرات والشظايا. هذه القدرة التدميرية العالية زادت من شدة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمؤسسات الحيوية.
ومن بين المواقع التي تعرضت لأضرار جسيمة: معهد “وايزمان” للعلوم، أحد أبرز المراكز البحثية في “إسرائيل”، وأكبر مصفاة نفط في مدينة حيفا، بالإضافة إلى مستشفى عام في الجنوب تعرّض لإصابة مباشرة.
وتُشير هذه الأضرار إلى مدى اختراق الصواريخ الإيرانية لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية هذه المنظومات وقدرتها على حماية المواقع الاستراتيجية في المستقبل.