الحياة اليومية: عبد السلام اسريفي
كان الكل يراهن على أن فرنسا ستتجه نحو الجزائر بعدما توجه المغرب لجذوره الإفريقية وفتح الباب للاستثمارات المغربية بالقارة الغنية بشرقها كما بغربها.ذ
وهذا الانفتاح أكيد أزعج أوروبا خاصة فرنسا الشريك الاقتصادي الثاني للمغرب بعد إسبانيا.
وانتظر المتتبعون شهرا بكامله ليستخلصوا أن فرنسا لم تستسغ سياسة المغرب تجاه إفريقيا وتتابع تحركات الملك بالقارة السمراء، واعتبروا أن الشهور القادمة يمكن أن توضح رد فعل فرنسا وسياستها القادمة في شمال إفريقيا، ولما أعلن الرئيس الفرنسي الشاب عن نيته في زيارة الجزائر، قال المتتبعون إن هذا رد فعل طبيعي لمحاصرة المغرب، لكن زيارة الوزير الأول للمغرب وتأجيل زيارة الرئيس للجزائر خلط الأوراق بشكل جعل الكل يقول إن فرنسا تريد استعادة مركزها بالمغرب، وإنها تفكر في الدخول إلى إفريقيا عن طريق المغرب.
لذلك، تحركت الآلة الفرنسية تجاه المغرب في لقاء وصف بالهام والاستراتيجي جمع من الجانب المغربي رئيس الحكومة سعد الله العثماني، ومن الجانب الفرنسي الوزير الأول “وإيدوار فيليب، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة في مختلف مجالات التعاون، على هامش هذا اللقاء الذي مكن من إعطاء دفعة جديدة للشراكة المتميزة بين المغرب وفرنسا منذ اللقاء الأخير من مستوى عال الذي انعقد بباريس سنة 2015.
وقد أرسل الوزير الأول الفرنسي رسالة واضحة للجزائر لما جدد التأكيد على دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي كقاعدة جدية وذات مصداقية للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف، مضيفا أن فرنسا تجدد دعهما للجهود المبذولة في إطار الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي لهذه القضية.
وينتظر أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة خلال الشهر القادم في إطار جولة متوسطية قد تشمل أيضا تونس. فيما يرجح أن يؤجل زيارته للجزائر إلى وقت لاحق، خاصة بعدما أكد المغرب أن أي حل لا يمكن أن يتم في غياب الجزائر باعتبارها طرفا في الملف.
وفرنسا بعدما تأكد لديها أن ملف المغرب قوي وأن عودته للبيت الإفريقي من جديد وفتحه لجبهات كانت في الماضي تشكل له العقبات، اضطرت للبحث عن موقع آخر داخل المغرب حتى ولو كلفها خسارة الجزائر العجوز.
فالمستقبل هو إفريقيا وبوابتها الآن الأكثر أمانا هي المغرب، لذلك ستسعى كل الدول الأوروبية مستقبلا للاستثمار بالمغرب كمحطة للعبور للقارة السمراء.