عزام يكتب بخصوص النقاش الدائر حول فوزي لقجع والانتقادات الكبيرة ضده من جمهور الرجاء

بقلم: محمد عزام
بخصوص النقاش الدائر حول فوزي لقجع والانتقادات الكبيرة ضده من جمهور الرجاء.
هناك أمر مهم جدا لم أفهمه منذ مدة طويلة..
كيف لهذا الرجل أن يملك كل هذه القدرة الخارقة، أن يكون رئيساً للجامعة الملكية لكرة القدم، وهي أكثر الجامعات الرياضية نشاطاً في المغرب، وفي الوقت نفسه هو وزير منتدب مكلف بتنفيذ الميزانية؟
هل تعلمون ماذا يعني منصب وزير منتدب مكلّف بالميزانية؟ معناها أن الرجل يساهم في إعداد قانون المالية وتتبع تنفيذه، وعلى عاتقه تقع مسؤولية الإشراف على تحصيل الموارد العمومية وأداء النفقات العمومية، ويساهم بشكل رئيسي في إعداد السياسة الضريبية للمملكة!!
كيف أن مهاما معقدة من هذا القبيل، يتلقى لقجع لأجلها، شأنه شأن أيّ وزير، راتبا سميناً من المال العام، تسمح له في الآن نفسه بأن يسافر مع المنتخبات الوطنية إلى الخارج ويزور عدة بلدان أوروبية لأجل إقناع اللاعبين ثم ينظم اجتماعات الجامعة ويلتقي مع المدربين ومع مديري الفرق الوطنية وينظم الندوات الصحفية؟
بل رغم أن الرجل تم تعيينه في الحكومة.. رشح نفسه بشكل وحيد لرئاسة الجامعة وحاز قبل عام على ولاية ثالثة على التوالي، بعد إجراء الجامعة لتعديل على نظامها الأساسي بشكل يضمن لفوزي لقجع الاستمرار على رأس الجامعة!
ثم أن لقجع لا يكتفي فقط بالمنصبين، هو كذلك رئيس اللجنة المالية في الاتحاد الإفريقي وعضو في لجنة العلاقات الدولية بالاتحاد العربي لكرة القدم، وعضو في مجلس “الفيفا”، وعضو في لجنة الطوارئ في الكاف وغير ذلك.
لقجع انتقل إلى منصب الوزير من بوابة التكنوقراط، أي خارج نتائج الانتخابات، بعدما كان مديرا للميزانية في وزارة الاقتصاد، ورغم أن المسؤولية باتت أكثر جسامة، فهو يملك كل الوقت لتدبير قطاع حيوي ككرة القدم.
صحيح أن القانون لا يمنع حاليا الجمع بين منصب رئيس الجامعة ومنصب وزير.. لكن ليس كل شيء يدار بالقانون.. هناك المنطق الأخلاقي، وهناك احترام المواطنين الذين يستحقون وزيراً مكلفا بالمالية، أو حتى مسؤولاً مكلفاً بالمالية، متفرغ لهذا المنصب الهام.
ومن يريد الدليل.. ليسأل. كم عدد المرات التي قدم فيها فوزي لقجع ندوة صحفية بصفته وزيراً منتدباً في المالية؟ ويقارنها بعدد ندواته وهو رئيس جامعة؟
ما هي إنجازاته في مهمته الوزارية؟ ما هي القوانين التي أعدها؟ ما هو النقاش العمومي الذي ساهم فيه؟ كم مرة حضر إلى البرلمان وساهم بشكل رئيسي في النقاش؟ من يحاسبه على غيابه عن منصبه عن الوزارة عندما يتجه إلى قطر وأوروبا -كان سيتجه للجزائر كذلك- وغيرها من الوجهات التي تشهد حضور المنتخبات الوطنية؟
الجواب.. أن لقجع يظن نفسه “سوبر مان” في عهد السيبة التنظيمية!! وهناك من يوافقه الرأي ويدعمه ويضرب الطعريجة لهذا العبث.