النقيب محمد زيان*
مهما كان مفهوم الإرهاب الذي يمس حتى من يفكر في تبريره، فقد استغربتُ من كوني لم أجد حول ما قامت به إسرائيل في لبنان أية دولة عربية أو رئيس دولة أو مسؤول حتى في هذه الدول العربية، اعتبر فعلا كهذا عملا إرهابيا مَحْضا.
جميع مفاهيم الإرهاب تَعْتبر استعمال السلاح ضد العدو في أماكن تواجد مدنيين عزل عملا إرهابيا، إذا كان هذا العمل مَاسا بالصحة البدنية ولو لمدني واحد.
إسرائيل لربما قتلت أربعين مقاتلا لحزب الله، الذي هو حسب القوانين والدستور اللبناني حزب قانوني وشرعي يشارك في تدبير شؤون الدولة، لكنها مسَّت في الوقت نفسه بآلاف المواطنين الأبرياء الذين من المحتمل أن يكون منهم من لا علاقة له بحزب الله أو بدولة لبنان حتى.
إن هذا يسمى في القانون الجنائي الدولي عملا إرهابيا التزم المنتظم الدولي بمحاربته عبر تصفيته وجعل حدٍّ له. وبالتالي وبحسب القانون الدولي العام، فإننا ننتظر من جميع دول العالم أن تحارب من أمَرَ أو سهل أو فكر حتى في هذه العملية، لكونها تمس المدني، أولا وقبل كل شيء، دون تحقيق أي هدف عسكري.
الطابع الإرهابي لهذا العمل واضح، فلا أفهم الصمت الذي يحوم حوله، ذلك أن العلاقات الدولية ومنذ عام 2013 لا تسمح بأن يكون لأية دولة علاقات ديبلوماسية مع مجموعة إرهابية.
وبالتالي، فالتطبيق الصحيح والسليم لميثاق الأمم المتحدة يفرض طرد إسرائيل من منظمة الأمم المتحدة، كما يُلزِم أي بلد له علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل أن يجعل حداً لهذه العلاقات.
بل أكثر من هذا، إن القرارات الدولية لا تسمح بل وتمنع منعا باتا وجود أي تعامل كيفما كان مع الإرهابي، إذ لا يجوز للأبناك القيام بأي تحويل بنكي أو ضمان أية عملية تجارية مع مجموعة إرهابية. كما يستحيل وجود خطوط جوية في اتجاه منطقة بها منظمة إرهابية.
إسرائيل دولة إرهابية قامت عن بعد بتفجير قنابل دون التأكد من أنها لن تنفجر في الأسواق والمستشفيات أو في المقاهي وفي الحافلات ذات الاستعمال العمومي.
هذا، مع توضيح أن القانون يعتبر استعمال الحجارة أيضا سلاحا.
*وزير سابق لحقوق الإنسان في المملكة المغربية
نقيب سابق لهيئة المحامين بالرباط
معتقل سياسي بسجن «العرجات 1».