قالت شبيبة حزب العدالة والتنمية إنها سجلت بأسف شديد ما عرفته مدينة الفنيدق في ما سمي “الهروب الجماعي الكبير”، من محاولة جماعية للهجرة السرية إلى مدينة سبتة المحتلة، مؤكدة على أنه نتيجة طبيعية ومباشرة لفشل الحكومة في تدبير الشأن العام، داعية الحكومة إلى العمل بجدية لتبني سياسات فعالة وشاملة للتصدي لأسباب الهجرة السرية، من خلال توفير فرص شغل حقيقية للشباب، ودعم البرامج التنموية التي تركز على خلق بيئة اقتصادية تتيح للشباب فرص العيش الكريم داخل وطنهم.
ونبهت في نداء أصدرته عقب نهاية أشغال الملتقى الوطني الثامن عشر، إلى خطورة ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا والتي تؤسس لحالة النفور وعدم الاهتمام المطلق لعدد كبير من قوى المجتمع، وفي مقدمتهم فئة الشباب، بالسياسة والحياة السياسية والمشاركة في الشأن العام، وهو العزوف الذي من شأنه المس بمنسوب الثقة في مؤسسات الدولة وفي قدرتها على معالجة الإشكالات والتحديات التي تواجه المواطنين والمواطنات وعلى رأسهم الشباب.
كما نبهت إلى مخاطر هيمنة الريع والفساد والاحتكار والتواطئ وكل مظاهر تنزيل وصفة زواج المال بالسلطة الذي تكرس بفعل الإرادة التي دبرت انتخابات 8 شتنبر منقوصة المصداقية والنزاهة، والتي أنتجت حكومة تقنية فاقدة للسند الشعبي، منفصلة عن همومه، مشددة على أن هذه الحكومة لا يمكن بحال التعويل عليها لمواجهة التحديات المطروحة على البلاد، وهو ما يفسر بحسب شبيبة البيجيدي، تصاعد مشاعر التذمر والحنق الشعبي اتجاه التدبير والقرار العموميين، وفقدان المجتمع والشباب على وجه الخصوص للأمل والثقة في المستقبل.
وحذرت شبيبة حزب العدالة والتنمية حكومة أخنوش من تبعات فشلها في الوفاء بالتزاماتها بخصوص ملف التشغيل، حيث فاقت نسبة البطالة 13 في المائة، وفاق عدد العاطلين مليون و600 ألف، وبلغ عدد الذين فاقدي 157 ألفا خلال سنة 2023 فقط، معبرة عن استهجانها للأسلوب الحكومي في صناعة وتدبير الأزمات القائم على القرارات العشوائية وعلى التصعيد في تنزيلها، في الوقت الذي يفترض في الحكومات حل الأزمات لا إذكائها، كما هو الحال في التعامل مع رجال التعليم في السنة الماضية، ومع طلبة الطب والصيدلة هذه السنة، حيث أن مصير أزيد من 25.000 طالبا لايزال مجهولاً. وحملت رئيس الحكومة ومعه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المسؤولية المباشرة عن هذه الأزمة واستمرارها، مطالبة بالتوقف عن لغة التصعيد والتشكيك، والاستجابة للمطالب المعقولة للطلبة المعنيين.
كما نددت بتصميم الحكومة مرة أخرى على تسقيف سن الولوج إلى مباريات التعليم في 30 سنة، بما يحرم آلاف الشباب المغربي من حقهم في اجتياز الحصول على الشغل وفق مبدإ الاستحقاق، منبهة إلى خطورة هيمنة الحزبية والزبونية والمحسوبية وعلاقات الصداقة والعائلة وغيرها على تدبير المباريات في عدد من قطاعات حكومة الثامن شتنبر، سواء تعلق الأمر بمباريات ولوج الوظيفة العمومية، أو على مستوى التعيين في مناصب المسؤولية والمناصب العليا في هذه القطاعات، وهي المقاربة التي تحرم الشباب المغربي من الولوج العادل والمنصف للوظائف والمناصب العمومية والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على ثقة المجتمع والشباب على وجه الخصوص في المؤسسات وفي القرارات الصادرة عنها، كما وقع خلال مباراة ولوج مهنة المحاماة وغيرها.
واستنكرت شبيبة البيجدي الموقف غير المسؤول لوزير الشباب والثقافة والتواصل في تعامله مع تنظيم الجامعات الشبابية وفي مقدمتها الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية واعتباره أنه في الوقت الذي تتظافر كل الظروف والمعطيات لدفع الشباب المغربي نحو اليأس والعدمية، كان على هذا الأخير تحمل المسؤولية السياسية، والترفع عن الحسابات الحزبية الضيقة وتوجهاته التحكمية التي أدت إلى حرمان آلاف الشباب المغربي من التأطير السياسي والفكري. وأكدت على الحاجة الماسة لبلادنا إلى سياسيين مناضلين ورجالات دولة حقيقيين ينصتون إلى نبض المواطنين والمواطنات وتطلعاتهم ويضعونهم في أولوية اهتماماتهم، بما يساهم في تعزيز ثقة الشباب على وجه الخصوص في الدولة ومؤسساتها، ويساهم في استقرار بلادنا في فضاء إقليمي تطبعه الاضطرابات والتحولات.