خمس سنوات وراء القضبان

سمير شوقي*
الساعة السادسة مساء يوم 22 فبراير 2018، كنت في طريق العودة للبيت بعد يوم مُتعَب. رن هاتفي، فكان على الخط صديق وزميل مدير لمجموعة إعلامية. قال لي: “هل تدري ما وقع لتوفيق بوعشرين”. أجبتُ بالنفي، ففاجأني بخبر اعتقاله وتفاصيل ذلك.
لم أستوعب الأمر ولا كنتُ أدري ما السبب. لكن ساعات بعد ذلك اتضحت الصورة و أنا أتابع بلاغ الوكيل العام للملك. سمعت فصول المتابعة فسارعت لقانون المسطرة الجنائية، فلما عرفت أن تلك الفصول تصل عقوبتها ل 30 سنة سجناً، أصبتُ بالذهول والصدمة وأحسست وكأني أفقد السيطرة عن أطرافي السفلى.
مرت فصول المحاكمة بآلامها وانتهت بمأساة النطق بالحكم، 15 سنة سجناً نافذة، ليترك توفيق طفله صاحب الثلاث سنوات وصغيرته ذات السبع سنوات وهو يقبع في زنزانته بنفسية أي أب يجد نفسه هكذا في نفس الموقف.
اليوم، هي الذكرى الأليمة الخامسة. مرت خمس سنوات وأصبحت صغيرة بوعشرين ذات الإثنين عشر سنة يافعة ومدركة لكل شيء وهي ما أحوج لعطف ورعاية الأب في هاته الفترة الحساسة من عمرها. أما ابنه الصغير فهو اليوم في الثامنة من عمره، يعرف كل شيء ويختلط مع أقرانه و هو يرى كل يوم آباءً يأتون لأخد زملائه في المدرسة.
خمس سنوات مرت.. 1825 يوماً.. هي بطول الدهر لمن هم في حالة انتظار الفرج.
أفرج الله عنك وفك أسرك وأعادك لحضن صغارك،
يا توفيق، يا صديق.
*إعلامي مغربي