خمس سنوات من المعاناة

الكاتب: يوسف الحيرش*
في مثل هذا اليوم 22 فبراير تم اعتقال الصحفي الحر توفيق بوعشرين بطريقة هوليودية مرعبة، مرت خمس سنوات على هذه القضية التي تكلم عنها السياسي والحقوقي وقالوا بأنها لم تتوفر على أبسط شروط المحاكمة العادلة.
توفيق بوعشرين الصحفي الحر والقلم التحليلي الثاقب، صاحب جريدة أخبار اليوم وموقع اليوم 24، كان يعبر بلسان المغاربة ويدافع عن حقوقهم المجتمعية والسياسية ويفضح الفساد الذي ينخر دولتهم، تكالبت عليه القوى الاقتصادية المتغولة والفاسدة وذلك بتواطؤ مع أجهزة الدولة التي من المفترض فيها الحكمة وخدمة الشعب والصالح العام وتجنيب صورة المغرب من الخدش على المستوى الدولي.
تعرض بوعشرين لفبركة تهم كبيرة كالاتجار في البشر، استغلت من أجلها هذه الجهات صحفيات بدون قيم ومبادئ منهن الجاسوسات والرخيصات، وفضحت أخريات ممارسات هذه الجهة في الضغط عليهن من أجل تلفيق تهم بعيدة كل البعد عن الحقيقة، تبقى الصحفية عفاف برناني نجمة هذا الملف، حيث واجهت ببسالة هذا الأخطبوط الذي استحوذ على الدولة كما أشار له بوعشرين نفسه في آخر مقالاته قبل الاعتقال التعسفي، لن أخوض في حيثيات الخروقات لأنها لا تعد ولا تحصى.
هُضمت حقوق بوعشرين في المحاكمة العادلة، وتعرض للضرب والإهانة أثناء محاكمته من طرف دفاع الأطراف المفترية، وتم التضييق على عائلته وعلى محاميه الأستاذ محمد زيان الذي يقبع في السجن هو وابنه ناصر زيان، ضريبة دفاعه عن الأحرار والمعتقلين السياسيين.
الدرس الذي يجب استخلاصه هو اتحاد القوى الحرة والمبدئية من كل التيارات الإيديولوجية والفكرية من أجل فرض إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، ومواجهة الجهات التي استحوذت على الدولة لخدمة مصالحها الضيقة وتُعرّض الأمة المغربية للانزلاق في الفتن.
*حقوقي وسياسي