بدا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكأنه يقر علنًا بتدهور علاقته بالملياردير التكنولوجي إيلون ماسك، بعدما عبّر عن “خيبة أمل كبيرة” تجاهه، إثر انتقادات لاذعة وجهها الأخير لمشروع قانون ضخم للضرائب والإنفاق كانت إدارة ترامب قد دافعت عنه بقوة.
وفي تصريحات من المكتب البيضاوي، قال ترامب: “أنا وإيلون كانت علاقتنا رائعة. لا أعرف إن كنا سنستمر كذلك”، مضيفًا أن ماسك كان على دراية تامة بمشروع القانون، ولم يُبدِ أي اعتراض إلا بعد مغادرته منصبه الاستشاري في البيت الأبيض.
يأتي هذا التوتر بعد أقل من أسبوع على تبادل المديح بين الرجلين، في آخر يوم لماسك كمستشار رفيع بالبيت الأبيض. ومنذ مغادرته، صعّد ماسك من حدة انتقاداته، واصفًا مشروع القانون بأنه “بغيض ومثير للاشمئزاز”، ما دفع ترامب للتلميح إلى أن ماسك قد يهاجمه شخصيًا قريبًا، رغم عدم صدور إساءة مباشرة حتى الآن.
وقال ترامب: “أنا متأكد من أن هذا سيكون الأمر التالي. لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه إيلون. لقد ساعدت إيلون كثيرا”.
في المقابل، لم يتأخر ماسك في الرد، حيث نشر على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أن دعمه كان حاسمًا في فوز ترامب والحزب الجمهوري خلال انتخابات 2024. وكتب: “لولا دعمي، لكان ترامب قد خسر الانتخابات، ولسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، ولما حصل الجمهوريون سوى على 49 مقعدًا في مجلس الشيوخ”.
ورغم تأكيد ترامب أنه كان سيفوز في ولاية بنسلفانيا “بغض النظر عن إيلون”، إلا أن الخلاف بين الرجلين ألقى بظلاله الثقيلة على الأسواق المالية.
فقد سجلت أسهم شركة تسلا، التي يقودها ماسك، تراجعًا حادًا بلغ نحو 9% خلال جلسة الخميس، ما أدى إلى محو ما يقرب من 90 مليار دولار من قيمتها السوقية، التي كانت تُقدّر بحوالي 1.1 تريليون دولار في بداية اليوم نفسه.
وسجّلت الأسهم أدنى مستوياتها بعد تصريح ترامب حول “خيبة أمله الشديدة” من ماسك، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن انعكاسات الخلاف بين اثنين من أقوى الشخصيات الاقتصادية والسياسية في العالم.
وكان ماسك قد أنفق أكثر من 290 مليون دولار لدعم انتخابات 2024، بحسب ملفات رسمية لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، ما يجعله من بين أكبر المساهمين الماليين في السباق السياسي الأمريكي.
يُذكر أن أسهم تسلا كانت قد شهدت انتعاشًا بعد الانتخابات، مما ساهم في رفع صافي ثروة ماسك، غير أن هذا الارتفاع لم يصمد، إذ بدأت علاقاته الوثيقة بترامب تؤثر سلبًا على صورة العلامة التجارية لشركة تسلا ومبيعاتها.