الحياة اليومية: لبنى الفلاح
أثار المحامي إسحاق شارية، اليوم الثلاثاء، ضجة بقاعة المحكمة بالدار البيضاء، على إثر تفجيره مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما اتهم إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بالتحريض ضد المؤسسة الملكية.
وخلق تصريح إسحاق شارية صدمة لدى الكثيرين خصوصا بعد العودة غير المفهومة لإلياس العماري لقيادة حزب البام بعد مدة قصيرة على إعلان استقالته بسبب الضغط الشعبي في أعقاب احتجاجات حراك الريف، بعدما وجه المغاربة أصابع الاتهام مباشرة له ولعزيز أخنوش بصفته المسؤول الوزاري عن قطاع الصيد البحري.
واعتبر كثير من المتتبعين كلام إسحاق شارية محامي الزفزافي مقاربا للحقيقة، خصوصا بعدما تحدثت قصاصات إخبارية عن العرس القاروني الذي أقامه إلياس لنجله في فيلا فخمة بحي بولو بالدار البيضاء، حضره علية القوم من المتحكيمن في مصير البلد، على رأسهم المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة ومحمد صالح التامك المندوب السامي لإدارة السجون، الذي بات يعرف ببلاغاته المتكررة والمتوالية طيلة الأحداث التي شهدها ملف معتقلي الحراك إلى اليوم، على رأسهم ناصر الزفزافي أبرز وجوهه، والذي يدافع عنه النقيب محمد زيان الممنوع حاليا من المخابرة مع موكله، وكأن التامك كان يحضر لإخفاء المخطط الذي حاكه إلياس ضد الملكية، وفق ما نطق به شارية.
غير أن الضجة التي خلقها هذا التصريح المفاجئ، اقتضت بالضرورة كما باقي المواقع الإخبارية، ربط جريدة “الحياة اليومية” الاتصال بالنقيب محمد زيان لمعرفة مدى مصداقية ذلك، ليقول: ((أن ما ادعاه إسحاق شارية قريب من الحقيقة، ذلك أن إلياس العماري الذي باشر عملية تعيين أخ الزفزافي في المكتب التنفيذي للبام، قصد من وراء ذلك مطالبة ناصر الرفع من سقف مطالبه وإعطاء الطابع السياسي للحراك، لتصفية حزب العدالة والتنمية من الساحة السياسية، إلا أنه أثناء الاجتماعات طالب إلياس من الزفزافي أن يحصل على حق الاستفتاء للحصول على الحكم الذاتي في الريف مثلما هو في جنوب المملكة، وهو ما جعل ناصر الزفزافي يطلب من نشطاء الحراك عدم التواصل مع البام وقيادته نهائيا، لأنه بدأ يشم رائحة المؤامرة، ولما ألح إلياس طالبه الزفزافي إذا كان فعلا يتحدث باسم الملك أن يُحضر شخصا أهم منه يؤكد له فكرة الحكم الذاتي في الريف نابعة من القصر الملكي وليس من شخص العماري، وهو ما فجر الصراع بين النشطاء والعماري فباتوا ينعتونه بالخائن، إلا أنه بعد مدة قصيرة من اللقاء جاء بلاغ أحزاب الأغلبية بإيعاز من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت كما صرح بذلك خالد الناصيري القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، متهما الحراك بالخيانة، فرُفع شعار “عاش الريف ولا من عاش من خان” وهو ما يعنيه خيانة الوطن)).
كما أضاف المحامي زيان، أنه بدل هذه الزوبعة كان على هيئة الحكم اليوم، أن تسمح للزفزافي بالكلام والتصريح علنا حتى لا تعطى الفرصة لخصوم النظام ولخصوم الوحدة الترابية للضغط عليه وتأويل ما أصبح الآن شبه حقيقة.
ويبقى السؤال ما الذي سيجري في سجن عكاشة بحر هذا الأسبوع وبداية الأسبوع المقبل، وكم مرة سيحال الزفزافي على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية كما كان الأمر عند تسليمه رسالته المشهورة لمحاميه زيان، حيث حاولت جهات عديدة نفي الرسالة وتزوير الحقيقة.