أعرب الفضاء المغربي لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء الأحداث المؤلمة التي شهدتها مدينة الفنيدق خلال الأسابيع الأخيرة، والتي بلغت ذروتها يوم 15 شتنبر 2024، مع توافد آلاف الشباب إلى الحدود مع مدينة سبتة المحتلة في محاولة للهروب الجماعي.
وقال الفضاء إن هذه الأحداث هي نتيجة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها العديد من الشباب المغربي بسبب الفقر، التهميش، والبطالة، في ظل فشل السياسات العمومية وانسداد الآفاق.
وأكد الفضاء المغربي لحقوق الإنسان، في بيان توصلت الحياة اليومية بنسخة منه، على مسؤولية الدولة تجاه هذه الأزمة التي تعكس حالة اليأس وفقدان الأمل لدى الشباب في مستقبل أفضل، داعيا إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمعالجة الأسباب الجذرية التي دفعت هؤلاء الشباب إلى الهجرة الاضطرارية.
وطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية هذه الأحداث، مع ضرورة احترام الحقوق المدنية المكفولة دستوريًا ودوليًا، بما في ذلك حق السفر والتنقل.
كما دعا الفضاء الجهات المعنية إلى التعجيل بنشر نتائج التحقيق القضائي بخصوص الصور المتداولة التي تظهر شبابًا محتجزين في ظروف مهينة، حيث يُظهرون شبه عراة وعليهم آثار التعذيب، مشددا على أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم ويجب ترتيب النتائج القانونية على المتورطين.
وأكد على أن هذه الموجة من الهجرة القسرية هي تعبير واضح عن فشل السياسات العمومية المتبعة، وأن الرد عليها بالمقاربة الأمنية لن يكون الحل المناسب.
وبدل ذلك، دعا الفضاء المغربي إلى تبني سياسات تنموية حقيقية تضمن العدالة الاجتماعية وتوفر العيش الكريم لجميع المغاربة الذين يعانون من الإقصاء الاجتماعي، مؤكدا على أن معالجة هذه الأزمة تتطلب رؤية استراتيجية بعيدة المدى ترتكز على توفير فرص العمل وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشباب المغربي.